روبيرتو باجيو اللاعب الذي مات واقفا

روبيرتو باجيو اللاعب الذي مات واقفا


إهداء: إلى الأستاذ أحمد دهيني رئيس تحرير مجلة قلم

بقلم : محمد علي الغراب

مسيرة روبيرتو باجيو اللاعب الذي مات واقفا
روبيرتو باجيو و مسيرة غلب عليها الحزن

روبيرتو باجيو هو لاعب كرة قدم إيطالي ولد في 18 فبراير 1967 في مدينة البندقية و يعتبر أحد أشهر اللاعبين الإيطاليين على الإطلاق و أبرزهم خلال فترة التسعينات رغم كونه السبب المباشر في خسارة بلاده لكأس العالم 1994 عندما أضاع ركلة جزاء ضد البرازيل ، و رغم هذا فإن اللاعب الملقب ب " ذيل الحصان " نسبة إلى تسريحة شعره لا يكن له أبناء وطنه أي ضغينة بعد أن لعب للكثير من الفرق المحلية و نال حب جماهيرها ، سنتعرف اليوم على مسيرة روبيرتو باجيو و نستعرض في النهاية ألقابه و إنجازاته .


كان لاعبا خياليا ، إنه أفضل لاعب إيطالي في التاريخ و يأتي خلف مارادونا و بيليه و ربما كرويف ، لكن لولا الإصابات لكان الأفضل في كل العصور دون شك
كارلو مازوني لاعب دولي إيطالي سابق

1 ) البدايات


ولد باجيو في عائلة تعشق الرياضة ، في فترة شباب اللاعب كان هناك العديد من الأساطير مثل مارادونا و بلاتيني ، إلا أنه إتخذ من البرازيلي زيكو قدوة له و بعد البدايات مع فريق كالدوجنو في مدينته إستطاع إثبات موهبته و إنتقل إلى نادي لانيروسي فيتشنزا و لعب للفريق الأول بعمر 16 سنة فقط ( موسم 1982/1983 ) و سجل أول أهدافه المهنية في كأس إيطاليا ضد ليجنانو في الفوز 4-1 ، و سجل في الموسم التالي بالدوري الإيطالي ضد بريشيا في الفوز 3-0 .


روبيرتو باجيو
باجيو في شبابه رفقة فيتشنزا

في آخر مواسمه مع فريق فيتشنزا تعرض الشاب الإيطالي إلى أول إصابة خطيرة في مسيرته ، و هي الأولى ضمن سلسلة إصابات ستلم به في المستقبل ، و أجبرته على الركون إلى الراحة لمدة عام كامل تقريبا ، حتى إنه لم يعرف ما إذا كان سيكمل مشواره في كرة القدم أم لا .


2 ) الإنضمام إلى فيورنتينا و بزوغ الأسطورة


على الرغم الإصابة الخطيرة التي تعرض لها روبيرتو باجيو إلا أن فيورنتينا تعاقد معه ، و مع تماثله للشفاء بعد فترة طويلة من بداية موسم 1985/1986 إلا أنه تعرض إلى إصابة أخرى أجبرته على إجراء عملية جراحية جديدة ، و لم يعد إلى الميادين إلا في نهاية الموسم القادم ، و حينها سجل أول أهدافه ضد نابولي من ركلة حرة مباشرة أنقذت فريق فلورينسا من السقوط إلى الدرجة الثانية ليعلن الفيولا عن ولادة نجمهم من جديد .


مارادونا و باجيو
مارادونا و باجيو


الملائكة تغني في قدميه
ألدو أجروبي مدرب فيورنتينا 1985/1986


في 20 سبتمبر 1987 سجل هدفا لا ينسى ضد ميلان بقيادة مدربه المستقبلي أريجو ساكي بعد أن راوغ كل الجدار الدفاعي الذي أمامه ، لكن مع كل هذه المهارات إستمرت معاناة فيورينتينا إلى حدود وصول المدرب سفين إريكسون و اللاعب ستيفانو بورغونوفو الذي شكل ثنائية قوية مع باجيو ، حيث سجل اللاعبان 29 هدف في موسم 1988/1989 ، و حصل الفريق البنفسجي على مقعد في كأس الإتحاد الأوروبي .


إرتقى روبيرتو باجيو إلى مرتبة عالية بين المشجعين في فلورينسا و نال المديح من النقاد الذين شبهوه بمارادونا ، بل و تفوق عليه في أحيان كثيرة ، و على الرغم من أن فيورنتينا كافح من أجل ضمان البقاء في الموسم الأخير للنجم الإيطالي معهم إلا أنه قادهم إلى نهائي كأس الإتحاد الأوروبي و سجل 17 هدف في الدوري ( لم يتفوق عليه سوى ماركو فان باستن من ميلان صاحب 19 هدف ) .


كان نهائي كأس الإتحاد الأوروبي 1990 هو آخر مباراة لباجيو مع فيورنتينا ، لقد كانت ضد يوفينتوس و خسروها بنتيجة ( 3-1 و 0-0 ) ، و إنتقل " ذيل الحصان " في نفس الشهر إلى السيدة العجوز ، لتبدأ أعمال شغب في فلورينسا و تدخل أمني لكبح الإحتجاجات نتيجة هذه الصفقة ، لقد كانت عبارة عن إفتكاك ولد من أمه .


قصة روبيرتو باجيو
لم تكن خسارة نهائي كأس الإتحاد الأوروبي 1990 أكثر اللحظات ألما في مسيرة النجم الإيطالي

3 ) باجيو ينضم إلى يوفينتوس : بين التألق و الإصابات و الخلافات


وصل روبيرتو باجيو إلى تورينو و لعب أول مباراة له مع اليوفي في 1 سبتمبر 1990 ، كانت المناسبة هي كأس السوبر الإيطالي و قد سجل لاعبنا الهدف الوحيد في الهزيمة القاسية ضد نابولي 1-5 ، و رغم هذا فقد تألق في باقي الموسم و سجل 27 هدف منها 14 في البطولة مع 12 تمريرة حاسمة ، لكن لم يحقق أي لقب في موسمه الأول .


في 7 أبريل 1991 واجه فيورنتينا يوفينتوس في فلورينسا ، مباراة شهيرة تخللت مدارجها التصفيق و الصافرات . رفض أن ينفذ باجيو ركلة جزاء أحتسبت لصالح فريقه و كان طوال الوقت متوترا إلى أن تم إستبداله ، و عندما ذهب لإلقاء التحية نحو الجماهير ألقوا عليه وشاحا بنفسجيا ، فحمله اللاعب معه مما يدل على مدى تعلقه بفريقه القديم .


باجيو ضد فيورينتينا
باجيو يحمل وشاحا أرجوانيا ألقته عليه جماهير فيورنتينا

بعد عام واحد عادت الإصابات لتعانق روبيرتو و لم يلعب إلا قليلا في النصف الأول من موسم 1991/1992 ، لكنه إستعاد مستواه في النصف الثاني و قاد يوفينتوس إلى تحقيق لقب كأس إيطاليا بعد أن سجل هدف الفوز ضد بارما ، و أصبح مشجعوا النادي ينظرون إليه كنجم أول لهم .


الموسم التالي كان الأفضل له مع السيدة العجوز مع تعيينه كقائد للفريق ، فرغم معاناته مع الإصابات و الخلافات مع المدرب جيوفاني تراباتوني إلا أنه كان السبب وراء فوز اليوفي بكأس الإتحاد الأوروبي خاصة بعد أن سجل ثنائية ضد باريس سان جيرمان في نصف النهائي و ثنائية أخرى ضد بوروسيا دورتموند في النهائي ليتوج بجائزة الكرة الذهبية و جائزة الفيفا كأفضل لاعب في العالم 1993 .


باجيو أفضل لاعب في العالم
روبيرتو باجيو يتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 1993


مع وصول روبيرتو باجيو إلى القمة سرعان ما سقط منها ، ففي موسم 1993/1994 أصبح يلعب دور البديل تاكا الفرصة للنجم الصاعد أنذاك أليساندرو ديل بييرو ، لكنه سجل 17 هدفا في السيري أ و قدم 8 تمريرات حاسمة ، سجل أيضا هدفه رقم 98 و 99 و 100 في البطولة على حساب جنوة ضمن ثلاثية شهيرة في الفوز 4-0 .


عندما إلتقيت بك عام 1993 كنت أفضل لاعب في العالم ، لقد تعلمت منك الكثير ، لعب معك و فزت معك ، أنت الرفيق الرائع ، و عندما إنفصلنا كانت وراثة قميصك شرفا عظيما و مسؤولية كبيرة ، و في كل مرة إلتقينا فيها في الميدان و خارجه كنا أصدقاء
أليساندرو ديل بييرو عام 2017


في أعقاب موسم 1994/1995 وصل المدرب مارتشيلو ليبي الذي أراد أن يغير في خطة الفريق إلى 4-3-3 مما أجبر باجيو على التراجع إلى مركز الجناح و هو مكان لا يحبذه ، و ما زاد الطين بله هو إصابة جديدة تعرض إليها أبعدته لحوالي ثلاثة أشهر ، بيد أنه سجل 8 أهداف في البطولة التي فاز بها اليوفي بعد غياب 9 سنوات ألحقها بلقب كأس إيطاليا ، و كاد أن يتوج بالثلاثية لولا الهزيمة في نهائي كأس الإتحاد الأوروبي ضد بارما رغم أدائه القوي يومها .


باجيو فاز لأول مرة بالدوري الإيطالي موسم 1994/1995


في صيف عام 1995 لم يتوصل اللاعب و إدارة الفريق إلى إتفاق بشأن تمديد العقد ، فكانت النتيجة هي إنفصال باجيو عن النادي الذي لعب فيه 5 مواسم سجل خلالهم 115 هدف ، و رغم العديد من العروض التي إنهالت عليه خاصة من ريال مدريد و مانشستر يونايتد إلا أنه إنضم إلى أي سي ميلان بعد ضغط كبير من الرئيس سيلفيو برلسكوني .


4 ) ميلان جزء من مسيرة باجيو


تم تعيين روبيرتو باجيو كمنفذ رئيسي لركلات الجزاء مع أي سي ميلان ، و قد قادهم للفوز بلقب الدوري الإيطالي و هو الثاني على التوالي بالنسبة له ، لقد سجل 7 أهداف و صنع 12 تمريرة حاسمة كأكثر مزود للأهداف في ذلك الموسم ، حتى الجماهير إختارته كأفضل لاعب في النادي موسم 1995/1996 ، و رغم هذا فإن الخلافات تصاعدت مع فابيو كابيلو المدير الفني الذي يرى أن اللاعب لا يستطيع إكمال مباراة لمدة 90 دقيقة و غالبا ما إستبدله في الشوط الثاني .


كان يجب أن يكون لديه تأثير أكبر في كل فريق يلعب من أجله ، كان يجب أن يلعب كقائد ، لكن بدلا من هذا أراد فقط أن يكون جزءا من فريق جماعي ، و قد ثبت أن هذا الأمر الغريب أقحمه في مشاكل مع المدربين ، رغم هذا علينا أن نشكر باجيو على ما قدمه في مسيرته
جياني ريفيرا أسطورة ميلان و إيطاليا


باجيو أي سي ميلان
" ذيل الحصان " حقق البطولة الثانية له في مسيرته تواليا مع الروسونيري


لكن هذه الخلافات إنتهت مع وصول أوسكار تاباريز كمدرب جديد لميلان ، و رغم إستبعاد باجيو في البداية إلا أنه كسب ثقته في النهاية و أصبح أحد الركائز الأساسية في هجوم الفريق اللومباردي ، مع هذا ستتدهور نتائج النادي و سيعود أريجو ساكي من جديد للإشراف على مقاعد البدلاء و الأمر لن يكون هينا على روبيرتو الذي دخل في خلافات مع ساكي مدربه في المنتخب الإيطالي عقب كأس العالم 1994 .


باجيو على مقاعد البدلاء هو شيئ لم أفهمه طوال حياتي
زين الدين زيدان


تحسنت العلاقة في البداية بين الطرفين لكن سرعان ما تجادلا بسبب إستبعاد اللاعب عن التشكيلة الأولى ، ليفقد لياقته البدنية ، زد على هذا عودة فابيو كابيلو إلى ميلان و قد صرح علنا أن باجيو ليس ضمن خططه ، و بالتالي رحل " ذيل الحصان " عن الروسونيري بعد موسمين عرف فيهما أحداثا دراماتيكية كثيرة .


5 ) بولونيا و إنتر : باجيو يكافح لإثبات نفسه مرة أخرى


في صيف 1997 أراد بارما التوقيع مع روبيرتو باجيو و بالفعل تم الإتفاق على كل شيئ ، لكن كارلو أنشيلوتي لم يرد اللاعب بسبب إعتقاده أنه لن ينسجم في خطة 4-4-2 ، و سيندم لاحقا على هذا القرار ، فباجيو إلتحق بفريق بولونيا الضعيف الذي يكافح من أجل ضمان البقاء في الدرجة الأولى ، لكن ما حدث هو أن الفريق إحتل المركز الثامن و سجل روبيرتو باجيو 22 هدفا في البطولة كأعلى رصيد سجله في مسيرته بموسم واحد ، فضلا عن صناعة 9 أهداف آخرين ، و تأهل النادي للمشاركة في كأس إنترتوتو ( مسابقة أوروبية للأندية سابقة بدأت عام 1961 و إنتهت عام 2008 ) .


ذهب باجيو إلى فريق آخر و سجل 25 هدافا في ذلك الموسم ، لقد إرتكبت خطأ فادحا و خسرت كل تلك الأهداف
كارلو أنشيلوتي عام 2014 يبرز أسفه عن تفريطه في باجيو


هذا التألق أدى إلى إستدعاءه للمنتخب الإيطالي في كأس العالم 1998 ، لكن من جديد كانت هناك خلافات مع مساعد المدرب أوليفييري بسبب عدم إقامة لاعبنا في مباراة يوفينتوس ، حتى الجماهير إصطفت إلى جانب باجيو و قدمت عريضة عبر الإنترنت تطالب فيها إعفاء الفني من منصبه .


باجيو رونالدو البرازيلي
الظاهرة رونالدو كان يعتبر باجيو ملهما له


لقد كان أوليفييري غيورا مني بسبب أنني كنت أكثر شهرة منه
روبيرتو باجيو

إنتقل باجيو إلى إنتر ميلان في صيف 1998 ، تألق في أول مباراة له ضد فريق سكونتو الليتواني ( 4-1 ) في تصفيات دوري أبطال أوروبا و سجل هدفا و ثلاث تمريرات حاسمة ، و رغم إصاباته المتكررة في الركبة إلا أنه لم ينفك عن تقديم العروض الجيدة في النصف الأول من الموسم بالمشاركة مع حامل الكرة الذهبية رونالدو و صاحب الخبرة زامورانو ، و سجل أيضا ضد ريال مدريد هدفين في الفوز عليهم 3-1 ، لكن فيما بعد ستأثر الإصابات و المشاكل التي يفتعلها مع المدربين إلى إنحدار مستواه خاصة بعد أن إستلم مارتشيلو ليبي المهام الفنية لإنتر و وضعه كخيار سادس و أخير في هجوم الفريق متعللا بالمشاكل البدنية التي يعاني منها " ذيل الحصان " عدا أن الأخير نفى علانية كل تلك الإشاعات المزعومة .

7 ) باجيو يلعب في بريشيا و يخرج من الباب الكبير


قدم باجيو مع بريشيا أداءا لافتا

رفض روبيرتو باجيو عروضا قوية من برشلونة و نابولي و فاجأ الجميع بإنتقاله إلى فريق بريشيا الذي أعطاه شارة القيادة و الرقم 10 بهدف إنقاذه من الهبوط بعد عام واحد من صعده إلى الدرجة الأولى الإيطالية ، و مع تسجيل باجيو ل 10 أهداف و صناعة مثلها تمكن النادي من إحتلال المركز السابع و هو الأفضل لهم منذ تأسيسهم ، ثم ساعدهم على بلوغ الدور النهائي من كأس إنترتوتو 2001 قبل أن يخسروه ضد باريس سان جيرمان بفضل أهداف الباريسيين خارج أرضهم .

أردت أن ألعب مع روبيرتو باجيو ، لقد نشأت على هذه الأسطورة ، و عندما سمحت لي الفرصة باللعب معه لم أتردد لثانية واحدة ، لعبت في برشلونة مع عدد من الأساطير مثل روماريو ، رونالدو ، كومان ، لاودروب و ستويشكوف لكنني لم أرى أحدا مثله
بيب غوارديولا عقب إنضمامه لفريق بريشيا دونا عن أي فريق آخر


لعبت الإصابات دورا جديدا في إبتعاده عن الملاعب موسم 2001/2002 ، موسم سينتهي بكأس العالم التي أراد باجيو المشاركة فيها ، لكن مدرب إيطاليا جيوفاني تراباتوني لم يوجه له الدعوة لأنه إعتبر أن اللاعب غير لائق تماما و أن هناك شبابا بحاجة إلى فرصة أكثر منه ( كان يقصد فرانسيسكو توتي و أليساندرو ديل بييرو ) ، و هنا إعتقد الجمهور أنها ستكون نهاية " ذيل الحصان " ، بيد أن الأخير رفض الاعتزال قبل تسجيل 200 هدف في الدوري الإيطالي .


في بعض الأحيان أظن أني كنت قادرا على أن أجعل المستحيل ممكنا ، كل هذا يعتمد على مدى إيمان كل واحد منا بأحلامه و قدرته و تصميمه 
روبيرتو باجيو


بقي روبيرتو في الملاعب لعامين آخرين و حافظ على مستوى عال مسجلا في آخر مواسمه 12 هدفا و قدم 11 تمريرة حاسمة ، كما تجاوز حاجز ال 200 هدف في السيري أ . لعب آخر مباراة له يوم 16 مايو 2004 ضد أي سي ميلان بملعب سان سيرو ، و تم إستبداله في الدقيقة 88 و خرج تحت تصفيق جميع الحاضرين مع عناق من زميله السابق في منتخب إيطاليا باولو مالديني ، و حجب بريشيا القميص رقم 10 تكريما له لأنه يعد أفضل لاعب في تاريخ فريقهم المتواضع .


8 ) مسيرة روبيرتو باجيو الدولية



تم إستدعاء باجيو إلى المنتخب الإيطالي لأول مرة من قبل المدرب أزيجليو فيتشيني سنة 1988 و هو بعمر 21 سنة ، و ذلك بمناسبة مباراة ودية أقيمت ضد هولندا إنتهت بفوز الطليان 0-1 و صنع باجيو هدف اللقاء الوحيد ، أما هدفه الأول فجاء ضد أوروغواي بالتحديد يوم 22 أبريل 1989 من ضربة حرة مباشرة ، كما سجل ثنائية في المباراة التالية أمام بلغاريا .

على أرض الوطن أقيم كأس العالم 1990 ، أستدعي باجيو للمشاركة في البطولة التي لم يلعب فيها كثيرا ، و مع هذا فقد سجل هدفين ضد كل من تشيكوسلوفاكيا في دور المجموعات و إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث ، و إنتقد الجميع عدم مشاركة اللاعب أساسيا في كافة لقاءات البطولة بسبب موهبته الصارخة ، و رغم هذا تواصل تجاهله بعد الكأس و لم يشارك سوى في ثلاث مباريات .


باجيو لاعب منتخب إيطاليا
باجيو من كأس العالم 1990

لكن مع قدوم المدرب الإيطالي الجديد أريجو ساكي إلى المنتخب كان باجيو هو هداف بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 ( سجل 5 أهداف و صنع 7 تمريرات حاسمة ) ، و رغم الإصابات التي تعرض لها قبل إنطلاق المونديال إلا أنه تواجد ضمن التشكيلة النهائية بصفته أفضل لاعب في العالم و أحد النجوم التي من المتوقع أن تقدم أداءا كبيرا .


باجيو في كأس العالم 1994


و على عكس هذه التوقعات فشل " ذيل الحصان " في البداية أن يقنع الجماهير بما لديه من إمكانيات ، هزمت إيطاليا في اللقاء الإفتتاحي ضد أيرلندا 0-1 ، فازت في اللقاء الثاني بنفس النتيجة أمام النرويج ، لكنهم تعادلوا في آخر لقاء ضد المكسيك 1-1 ما جعلهم يحتلون المركز الثالث في المجموعة ، و لم يتأهلوا إلى الدور الثاني إلا بإعتبارهم أصحاب أفضل مركز ثالث .


و بعد هذا الأداء الضعيف إنفجر باجيو في الأدوار الإقصائية و قدم عروضا لا تنسى ، البداية مع الدور 16 عندما سجل هدفين ضد نيجيريا رغم نقص إيطاليا و لعبها ب10 لاعبين ، و في ربع النهائي سجل هدف الفوز ضد إسبانيا قبل 3 دقائق من نهاية المباراة ، و في المربع الذهبي أحرز هدفين ضد بلغاريا ليقود بلاده إلى التأهل لنهائي كأس العالم لأول مرة منذ نسخة 1982 التي فازوا بها .


في النهائي المرتقب ضد البرازيل لم يكن باجيو في حالة جسدية مثالية بسبب تعرضه لشد في أوتار ركبته في المباراة السابقة ، لكن مع حقنة مسكنة الآلام تواجد على أرضية الملعب و قدم عرضا جيدا ، سينتهي اللقاء في وقتيه الأصلي و الإضافي 0-0 و سيتجه الفريقان لخوض ركلات الجزاء ، و هنا ستأتي أحد أكثر اللحظات ألما في حياة لاعب كرة قدم .


روبرتو باجيو بعد ركلة الجزاء التاريخية التي اضاعها
روبيرتو باجيو ينفذ ركلة الجزاء الشهيرة ضد البرازيل في نهائي كأس العالم 1994

بعد أن قاد إيطاليا إلى النهائي تقدم روبيرتو باجيو لتنفيذ ركلة جزاء حاسمة لإيطاليا ضد البرازيل الذي يحمي عرينه الحارس كلاوديو تافاريل ، أضاع تلك الركبة و سددها بقوة إلى الأعلى و خسر الآتزوري اللقب على الفور ، خسارة ستأثر في مسيرة اللاعب مستقبلا ، و أول ما حصل هو خلاف حاد مع المدرب ساكي الذي طالما أصبح يتعمد إجلاسه على مقاعد البدلاء .


فقط أولئك الذين لديهم الشجاعة لتنفيذ ركلات الجزاء يخطئونها ، كنت اعرف ما يجب فعله و كان تركيزي ممتازا ، لكني كنت مرهقا و حاولت ضرب الكرة بقوة
روبيرتو باجيو متحدثا عن حالته الذهنية و الجسدية قبل تنفيذ ركلة الجزاء الشهيرة 


العودة إلى المنتخب بعد عناء


بعد وقت طويل تم إستدعاءه مرة أخرى إلى المنتخب الوطني للمشاركة في تصفيات كأس العالم 1998 التي شارك فيها بعد إختياره من قبل المدرب تشيزاري مالديني . و في المباراة الأولى ضد تشيلي صنع أول أهداف اللقاء لكريستيان فيري ، و قبل النهاية بقليل لعب عرضية لامست يد أحد المدافعين لتحصل إيطاليا على ضربة جزاء تقدم لها باجيو و سددها بنجاح ، لقد كانت الأولى له منذ ركلة 1994 و أصبح بها أيضا أول لاعب إيطالي يسجل في ثلاث نسخ مختلفة من المونديال .


في المباراة ضد النمسا بدور المجموعات سجل هدفا في الفوز 2-1 و كان آخر أهدافه بقميص المنتخب رغم مشاركته في بضع مباريات لاحقة ، لكن نزاعاته مع المدربين و إصاباته المتكررة حالت دون إستدعاءه في منافسات قوية مثل يورو 2000 و كأس العالم 2002 و حتى أن الجماهير أرادت أن يشارك اللاعب في يورو 2004 أو الألعاب الأولمبية في نفس السنة تكريما له على مسيرته الكبيرة ، لكن للأسف أي من هذا لم يحصل .


لعب آخر لقاء له كبديل يوم 28 أبريل 2004 أمام إسبانيا في مباراة ودية و إنتهت بالتعادل 1-1 ، سجل الهدف كريستيان فييري من ركلة حرة نفذها باجيو بنفسه ، و عندما خرج تلقى حفاوة بالغة من الجماهير هناك في ملعب لويجي فيراريس بجنوة ، ليشارك اللاعب في 56 مباراة دولية و يحرز 27 هدفا ، و هذا نفس عدد أهداف ديل بييرو الذي إحتاج ل 91 لقاء ليصل إلى هذا الرقم .


إعتزال روبيرتو باجيو
خلد باجيو إسمه كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم


إنه أحد اللاعبين الذين صنعوا تاريخ كرة القدم ، لقد ترك بصمة كبيرة في اللعبة و ليس فقط في إيطاليا ، كان بإمكانه أن يقدم المزيد لولا إصابات الركبة الخطيرة التي رافقته
جيوفاني تراباتوني عام 2004 عندما إستدعى باجيو لخوض آخر مباراة مع إيطاليا

مهارات روبيرتو باجيو و أسلوب لعبه


باجيو في يوفينتوس
كان الIQ ( معدل الذكاء ) لدى باجيو مرتفعا للغاية

عرف روبيرتو باجيو أنه صانع ألعاب من طراز عالمي و هداف بارز ، إشتهر طوال مسيرته بالإبداع و قدرته على قراءة مجريات اللعبة ، يتضح هذا من خلال عدد التمريرات الحاسمة التي كان يقدمها لزملائه ، و لعب دورا بارزا في ظهور عدد كبير من اللاعبين الإيطاليين المبدعين في مركزه و كان مصدر إلهام بالنسبة لهم .


إنه بلا شك صاحب الرقم 10 الأكثر مهارة في العصر الحديث ، يتمتع بكامل صفات صانع الألعاب النموذجي الذي يمكنه صناعة الأهداف و تسجيلها أيضا
بريان لاودروب أسطورة الدنمارك

سمحت له موهبته الفائقة في اللعب من خلال أي مركز في الأمام ، سواءا كمهاجم أو على الجناح أو صانع ألعاب ، هذا الإبداع تجسد من خلال التسديدات المقوسة الدقيقة التي جعلته واحدا من أفضل منفذي الرحلات الحرة المباشرة في تاريخ كرة القدم ، فضلا عن إختصاصه في تنفيذ ركلات الجزاء .


ديل بييرو و باجيو
باجيو و ديل بييرو

ينظر إلى روبيرتو باجيو كذلك على أنه واحد من أفضل المراوغين الذين جاؤوا في التاريخ رغم بنيته الجسدية النحيفة إلا أن الكرة كانت تتناقل بين ساقيه بسلاسة و رشاقة غاية في الجمال و الإبهار ، و مع سرعة في التفكير و ردة الفعل تمكن من خلق الكثير من الفرص لأصدقاءه من خلال اللمسة الواحدة التي يمررها لهم ، و هذا ما جعله عرضة للخطر من قبل المدافعين الذين كانوا يستهدفونه بكثرة و ساهموا بجزء هائل من وابل الإصابات التي عانقته خلال مسيرته .


يعتقد الكثيرون أن باجيو هو أعظم لاعب إيطالي في كل العصور بشهادة الكثيرين مثل فابيو كابيلو و جياني بيريرا الذي عاصر كل من جوزيبي مياتزا و جياني ريفيرا و إعتبره أفضل من الأخيرين ، و حتى الجماهير أطلقت عليه لقب مارادونا إيطاليا و قد نال العديد من الإشادات من الكثير من الأساطير و اللاعبين الكبار و النقاد و الخصوم رغم الجدل الذي كان محيطا به و خلافاته العديدة مع أغلب الذين أشرفوا على تدريبه إلا أنه يحظى بإحترام من الأغلبية الساحقة في عالم المستديرة .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-