مسيرة رونالدينيو الساحر البرازيلي صاحب الإبتسامة الكرتونية

مسيرة رونالدينيو الساحر البرازيلي صاحب الإبتسامة الكرتونية


مسيرة رونالدينيو
رونالدينيو


إهداء : إلى الصديق العزيز هاني المكور بمناسبة عامه السابع و العشرون ، كل عام و أنت بخير


لا تجعل إبتسامته في الملعب تخدعك فهي في غالب الأحيان ستكون مزيفة و تقهر المدافعين ، نعم إنها تلك الخاصة باللاعب رونالدو دي أسيس موريرا المعروف بإسم رونالدينيو جاوتشو أو بإختصار رونالدينيو بسبب صغر حجمه ، هو لاعب كرة قدم برازيلي شهير يعرف بقدرته الاستثنائية على المراوغات و إستخدامه الكبير للحيل و الذكاء اللا محدود لخداع المدافعين ، فضلا عن مهاراته في تنفيذ الركلات الحرة و دقة التمرير و التسديد من بعيد ، و يعتبر أحد أفضل اللاعبين في كل العصور . اليوم سنتطرق إلى هذه المسيرة المبهرة محاولين أن نسرد أهم تفاصيلها ، قراءة ممتعة .


رونالدينيو هو أفضل لاعب بالنسبة لي 
دييغو مارادونا


1 ) البدايات


ولد رونالدينيو بتاريخ 21 مارس 1980 في مدينة بورتو أليغري بولاية ريو غراندي دو سول لعائلة متوسطة الدخل ، و كان أخاه الأكبر الذي يدعى روبيرتو لاعبا محترفا يلعب لصالح فريق كروزيرو ، إلا أنه إعتزل اللعب بعد أن تعرض لحادث منزلي كاد على إثره أن يفارق الحياة ، و لهذا السبب قرر والده أن يجعل إبنه الأصغر لاعبا كبيرا فأصبح حريصا على تدريبه في الشارع و الحدائق على المخالفات الحرة و ركلات الجزاء و المراوغات و أي شيء قد يحسن مهارات إبنه في كرة القدم ، بالإضافة إلى لعبه داخل الصالات و في المسابقات الشاطئية .


رونالدينيو صغير
رونالدينيو و هو صغير


في سن 13 سنة ذاع صيت رونالدينيو الذي يلعب أنذاك في فريق غريميو للناشئين بعد أن سجل 23 هدفا في مباراة واحدة ضد أحد الفرق المحلية ، و تم إستدعاءه للمنتخب البرازيلي المشارك في كأس العالم للشباب تحت 17 سنة التي فاز بها و سجل فيها هدفين من ركلات الترجيح ، ليتم تحديده كلاعب صاعد ينتظر منه الكثير في المستقبل .


2 ) الظهور المبكر في غريميو


رونالدينيو 1999
رونالدينيو مع فريقه الأول غريميو عام 1999


في عام 1998 تم تصعيد رونالدو الصغير إلى الفريق الأول بناديه غريميو و إنتظر إلى غاية الموسم التالي للحصول على فرصته و هو بسن ال18 سنة مسجلا 22 هدفا في 47 مباراة ، و قد قدم عروضا قوية في الديربيات المحلية خاصة تلك التي جمعته مع نادي إنترناشيونال في نهائي بطولة ولاية ريو غراندي دو سول أين أحرج قائد البرازيل الفائز بكأس العالم 1994 دونغا و راوغه عدة مرات .


و إستمر تألقه و تسجيله الغزير للأهداف و صناعتها ، لكن مع هذا وقع عقدا سريا مع باريس سان جيرمان قبل نهاية عقده مع غريميو ، و هذا ما جعل الجماهير تثور عليه إلى نهاية موسم 2000/2001 ، و رغم أن فريقه فعل كل ما بوسعه لإبطال هذه الصفقة و الحفاظ على نجمهم الأول إلا أن رونالدينيو غادرهم في نهاية المطاف .


3 ) الساحر يحط الرحال في باريس


بتاريخ 10 أبريل 2001 حط النجم البرازيلي الرحال في العاصمة الفرنسية بعد عدة أشهر من إيقافه موقعا عقدا لمدة خمسة سنوات مع النادي الفرنسي ، و تم منحه القميص رقم 21 مجاورا المبدع النيجيري جاي جاي أوكوشا و نيكولاس أنيلكا .


إنتظر رونالدينيو إلى غاية 4 أغسطس للمشاركة في أول مباراة له كبديل بقميص بي أس جي ، و قد قضى معظم النصف الأول من الموسم كلاعب بديل قبل أن ينفجر و يسجل 4 أهداف في أربع مباريات متتالية ، و إستمر بالتألق و كان أحد أبرز اللاعبين في الفريق ، إلا أن مدرب باريس لويس فيرنانديز إشتكى أن جاوتشو يركز بشكل كبير على السهرات الليلية في باريس و عدم إنضباطه خلال عطله التي يقضيها في البرازيل لأنه لا يعود في المهلة المحددة له .


رونالدينيو مع باريس سان جيرمان
نثر البرازيلي سحره في باريس


و رغم هذه الخلافات تم منح رونالدينيو القميص رقم 10 الذي لعب به في موسم لم يكن مميزا مثل الأول برأي الكثيرين ، عدى أنه قدم بعض اللمسات السحرية مثل إحرازه ثلاثة أهداف ضد الغريم أولمبيك مارسيليا ذهابا و إيابا ، و سجل هدف العام ضد فريق غانغان بتصويت الجماهير ، و مع هذا أنهى الباريسيون في المركز الحادي عشر في ترتيب الدوري الفرنسي ، و خسروا نهائي كأس فرنسا أمام أوكسير 1-2 في اللحظات الأخيرة ، ليجن جنون الساحر البرازيلي و يصرح علانية أنه يريد مغادرة حديقة الأمراء بسبب فشل سان جيرمان في التأهل لأي مسابقة أوروبية ، و بالفعل حصل ما كان الفرنسيون متخوفون منه .


لقد لعبت ضده عندما قدم إلى باريس سان جيرمان عام 2001 ، و في ذلك الوقت كنت متأكدا أنه سيصبح أفضل لاعب في العالم
لوران بلان


4 ) مسيرة رونالدينيو مع برشلونة


أجرى خوان لابورتا رئيس برشلونة عام 2003 مؤتمرا صحفيا وعد فيه بالتعاقد مع واحد من ثلاثة لاعبين هم ديفيد بيكهام أو تيري هنري أو رونالدينيو ، لكن الأول فضل الإنتقال إلى ريال مدريد بينما جدد الثاني عقده مع أرسنال و بقي هناك ، أما الحلم الثالث فقد تحقق و وقع النجم البرازيلي مع البلاوغرانا مقابل 21 مليون يورو أملا في أن يسير على خطى مواطنيه روماريو و رونالدو و ريفالدو ، لكن رونالدينيو سيتفوق على الجميع كما تعلمون جميعا .


Embed from Getty Images


لقد كان الخيار الصحيح ، نحن البرازيليون طالما فضلنا برشلونة و لدينا تاريخ هناك ، فهم فريق يفضلون المهاجمين و اللاعبين الموهوبين ، أفتقد المدينة بعد خمسة مواسم رائعة قضيتها معهم

رونالدينيو متحدثا لصحيفة ForTowFor البريطانية


رونالدينيو موسم 2003/2004


و على الفور سارع برشلونة لإجراء مباراة ودية بغية تقديم لاعبهم الجديد جمعتهم ضد ميلان أول فريق يلعب ضده الساحر مسجلا هدفا في الفوز 2-0 تحت قيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد . أما الهدف الأول في الدوري الإسباني فقد جاء ضد إشبيلية بهدف رائع إرتطم بالعارضة قبل تسجيله ، بيد أن رونالدينيو تعرض للإصابة في نصف الموسم الأول مما جعل البرسا يتراجعون للمركز 12 في ترتيب لا ليغا . لكن مع عودة اللاعب سجل 15 هدفا ساهم بها في إحتلال فريقه للمرتبة الثانية ، و صنع هدف الفوز ضد ريال مدريد في سانتياغو برنابيو ، و هو الفوز الأول لبرشلونة هناك منذ سبعة مواسم مما جعل تشافي يؤكد أن هذه ستكون البداية الحقيقة للفريق الكاتالوني مستقبلا .


رونالدينيو موسم 2004/2005


توج رونالدينيو بجائزة أفضل لاعب في العالم لتوهجه و أداؤه الذي فاق الخيال ، و قد قاد برشلونة للفوز بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى في القرن الجديد . في هذا الموسم صنع أول هدف يسجله الأسطورة ليونيل ميسي في مسيرته يوم 1 مايو 2005 ضد فريق ألباسيتي .


رونالدينيو و ميسي
ميسي يحتفل مع رونالدينيو بمناسبة تسجيله أول هدف في مسيرته


إزدادت شهرة الساحر البرازيلي و بات ظاهرة في العالم كله بسبب تلاعبه السهل بالمدافعين عبر مهارت و أسلوب لعب فريد لم يسبق للعيون المجردة مشاهدتها . لكن البرسا إنسحبوا من نهائيات دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي الإنجليزي بنتيجة 4-5 في المباراتين ، سجل جاوتشو هدفين في ستامفورد بريدج أحدهما خيالي تظاهر فيه بالتسديد ثم سدد بالفعل ، خدعة جعلت المدافعين يتوقفون لمدة ثلاث ثوان قبل أن يشاهدوا الكرة في الشباك .


رونالدينيو يستطيع أن ينقل الكثير من الفرح و البهجة و المتعة داخل المباراة ، لديه مهارات فردية على مستوى عال جدا لدرجة أن جميع الجماهير في العالم يحبونه
فرانك ريكارد مدرب برشلونة ( 2003-2008 )


رونالدينيو موسم 2005/2006


في ذهاب الكلاسيكو فاز برشلونة على ريال مدريد 3-0 في سانتياغو برنابيو و سجل رونالدينيو هدفين جعل مدرجات النادي الملكي تصفق له ، و هذا شيئ نادر الحدوث ليكون اللاعب الكاتالوني الثاني الذي تكرمه جماهير مدريد بهذه الطريقة بعد الراحل دييغو مارادونا  .


في نهاية عام 2005 كان رونالدينيو قد حصل على عدد كبير من الجوائز الفردية و قد تم التصويت له كأفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي ، و حصل على جائزة الكرة الذهبية المرموقة للمرة الوحيدة في مسيرته . و سيتواصل أفضل المواسم للبرازيلي عندما يحقق الدوري الإسباني من جديد فضلا عن لقب دوري أبطال أوروبا الذي عاد إلى كامب نو منذ 1992 .


كم مرة توج رونالدينيو بجائزة الكرة الذهبية ؟
رونالدينيو يقدم الكرة الذهبية في كامب نو ( 11 ديسمبر 2005 )


بعد تأهل برشلونة المقنع في دور المجموعات جاء دور ال16 ليحمل مواجهة حامية الوطيس ضد تشيلسي الذي أخرجهم في الموسم الماضي ، لكن مع وصول أفضل لاعب في الكوكب إلى ذروته بدا الأمر أسهل مما مضى و نجح البلاوغرانا في العبور إلى ربع النهائي ليخرج بنفيكا العنيد ثم ميلان القوي في المربع الذهبي و يفوز في النهائي 2-1 على أرسنال بتاريخ 17 مايو 2006 .


رونالدينيو كان موهوبا أكثر من ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو ، عندما لا نعرف ماذا نفعل كان سيصنع فرصا للتسجيل ببساطة

ديكو أسطورة برشلونة و البرتغال


رونالدينيو موسم 2006/2007


سجل رونالدينيو هدفه ال50 في الدوري الإسباني أمام فياريال ثم تبعه بالهدف الثاني الذي قال عنه أنه الهدف الذي يحلم بتسجيله منذ كان صبيا . و في ديسمبر أحرز هدفا و صنع آخرين في الفوز 4-0 على كلوب أمريكا في نصف نهائي كأس العالم للأندية ، لكن برشلونة خسروا النهائي ضد إنترناشيونال البرازيلي 0-1 .


مسيرة رونالدينيو البرازيلي
جاوتشو يحتفل بهدفه ال50 في الدوري الإسباني مع برشلونة


في 15 ديسمبر إحتل جاوتشو المركز الثالث في جائزة الكرة الذهبية خلف كل من كابتن إيطاليا فابيو كانافارو الفائز بكأس العالم 2006 و الفرنسي زين الدين زيدان . و رغم إحرازه ل21 هدفا في البطولة إلا أنهم خسروها لصالح ريال مدريد بسبب المواجهات المباشرة بعد أن تعادل الفريقان في عدد النقاط ، خسارة ستلقي بضلالها على مستقبل الجوهرة البرازيلية .


رونالدينيو موسم 2007/2008


بعد فوزه بكل الألقاب الجماعية و الفردية الكبيرة مع برشلونة و البرازيل شهد أداء رونالدينيو إنخفاضا حادا بعد أن بدأ يصب تركيزه نحو السهرات الليلية و الاستهتار في التدريب ، و هذا ما يتعارض مع مهمة رياضي يلعب في أعلى المستويات ، كما أنه بدأ يفقد دعم المشجعين الذين لم يحركوا ساكنا بعد تصريحات رئيس النادي خوان لابورتا التي أشار فيها أن اللاعب البرازيلي بحاجة إلى فريق جديد لإعادة إكتشاف نفسه ، و هذه رسالة مضمونة الوصول تأكد أن وقته قد إنتهى مع الفريق خاصة بعد إصاباته المتكررة التي جعلت موسمه ينتهي بشكل سيئ .


و بعد العديد من الأخبار و الشائعات التي ربطته بالإنتقال إلى فريق جديد ، توصل رونالدينيو إلى إتفاق رسمي للانضمام إلى أي سي ميلان الإيطالي عقب 5 سنوات في كاتالونيا صرح فيها الساحر لاحقا أنها أفضل سنوات حياته ، مضيفا أنه نادم لعدم لعبه مع ليونيل ميسي لوقت أكبر .


كان رونالدينيو مسؤولا عن التغيير الذي حصل في برشلونة ، لقد كنا نمر بأوقات سيئة و مع وصوله تغير كل شيء ، يجب أن نكون دائما ممتنين لكل ما قدمه
ليونيل ميسي


5 ) إلى ميلان آخر المحطات الكبرى


إنضم رونالدينيو إلى ميلان لمجاورة مواطنيه كاكا و باتو ، و على الرغم أن الكثير من مشجعي الروسونيري لم يكونوا مقتنعين بهذه الصفقة إلا أن اللاعب البرازيلي سيستغل هذه الفرصة لاستعادة مستواه نوعا ما و تقديم الكثير من العروض الكبيرة في سان سيرو تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي .


سجل رونالدينيو أول أهدافه بقميص ميلان يوم 28 أيلول 2008 و كان هدفا خاصا لأنه جاء أمام إنتر ميلان في ديربي ديلا مادونينا ، هدف رأسي رائع إثر تمريرة عرضية من ريكاردو كاكا ، لكن موسم اللاعب لم يسر بشكل جيد و إكتفى بتسجيل 8 أهداف في الدوري الإيطالي الذي ذهب لصالح الجار مرة أخرى ، و رغم هذا فقد وعد جاوتشو المناصرين أنه سيلعب دورا أكثر أهمية في الموسم القادم خاصة بعد رحيل كاكا إلى ريال مدريد .


رونالدينيو أي سي ميلان
رونالدينيو بقميص ميلان عام 2010


لم تسر هذه الوعود على أكمل وجه في البداية بسبب عودة رونالدينيو إلى الحفلات الصاخبة ، لكن سرعان ما إستعاد رشده و عاد ليصبح أكثر حسما بعد تسجيله للأهداف المهمة خاصة في دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد ، و أنهى عام 2009 بأفضل طريقة بحراره هدفين أمام يوفنتوس ، ثم إستهل العام الجديد بهاتريك ضد فريق سيينا ليظهر أداءا عاليا يبدو من خلاله أن الساحر قد ولد من جديد .


عندما لعبت مع رونالدينيو كان لاعبا لا يصدق ، كانت تقنياته و قدرته الطبيعية للسيطرة على الكرة و الحيل التي قام بها مستحيلة ، حاولنا مرارا لساعات أن نقلده لكن دون فائدة

ديفيد بيكهام


رغم عدم فوز ميلان بالألقاب إلا أن مشجعي النادي اللومباردي سعيدون بروني الذي أظهر موهبته الفذة مرة أخرى عبر الأهداف من مختلف الطرق،  مخالفات ، تسديدات ، ضربات جزاء و غيرها بالإضافة إلى مراوغاته المتذبذبة الشهيرة و صناعته للتمريرات الحاسمة التي كانت كلها مصدر سعادة في ميلانو ( 19 أسيست موسم 2009/2010 ) .



مع هذا لم يتم إستدعاءه لقائمة المنتخب البرازيلي في كأس العالم 2010 ، و يبدو أن هذه ستكون بداية النهاية للعبقري الذي لم يتم بعده عامه ال30 . و في موسم 2010/2011 لا يزال رونالدينيو يقدم بعض اللمسات الحاسمة مثل صناعته لهدفين نحو زميله الجديد إبراهيموفيتش ، لكن الخروج من دوري أبطال أوروبا أثرت بشكل حتمي على مسيرته في ميلان ليغادر الفريق في المعسكر الشتوي .


6 ) العودة إلى البرازيل


إرتبط إسم رونالدينيو بعدة فرق في البرازيل خاصة فريق طفولته غريميو ، و أكد رونالدو الصغير أن الأمر لو كان بيده لعاد إليه من جديد ، إلا أنه إنتقل في النهاية إلى فلامينغو و إستقبله أكثر من 20 ألف مشجع بملعب جافيا .


رونالدينيو 2012
الساحر يحاول التألق مع فلامينغو في محاولة للعودة بقوة إلى صفوف المنتخب البرازيلي


سجل هدفه الأول مع فريقه الجديد ضد بوافيستا ، و بعدها بأسابيع قليلة حول ركلة حرة أمام نفس الفريق إلى هدف قادهم للفوز ببطولة جوانابارا ، و شهدت إحدى المباريات المثيرة ضد سانتوس تسجيله لثلاثية جعلت فلامينغو يفوز فوزا دراماتيكيا 5-4 خارج أرضهم بعد أن كانوا متأخرين في النتيجة 0-3 . و في 30 أكتوبر 2012 واجه رونالدينيو غريميو في لقاء منتظر ، و بطبيعة الحال لم ترحم جماهير الأخير لاعبها السابق و أطلقت عليه صافرات الإستهجان كلما لمس الكرة .


لكن اللاعب قرر في نهاية الموسم فسخ عقده و رفع دعوى قضائية ضد ناديه مدعيا أنه لم ينل مستحقاته المادية طيلة 4 أشهر .


7 ) المجد مع أتلتيكو مينيرو


لم يدم الأمر طويلا حتى تعاقد رونالدينيو مع أتلتيكو مينيرو ، كانت وسائل الإعلام قد علمت بالفعل بشأن هذه الصفقة بعد أن قامت إحدى القنوات المدفوعة ببث صور لللاعب و هو يتدرب مع الفريق البرازيلي بواسطة طائرة مروحية حلقت فوق مركز التدريب الرياضي . و ما يثير الدهشة أن اللاعب سيتقاضى نحو 116 ألف يورو شهريا أي ربع مما كان يلقاه في فلامينغو .


رونالدينيو كأس العالم للأندية 2013
رونالدينيو ضد الرجاء في كأس العالم للأندية بالمغرب 2013


في موسمه الأول لا يزال رونالدينيو يتمتع ببعض المهارات الجيدة ، لقد نجح في قيادة فريقه لإحتلال المركز الثاني في الدوري البرازيلي ، مما يعني تأهلهم لكوبا ليبرتادوريس ، و خلال هذه المسابقة سجل الساحر 4 أهداف و قدم 7 تمريرات حاسمة ساهمت في فوز أتلتيكو مينيرو لأول مرة بأغلى الألقاب في أمريكا اللاتينية ، لقب سيجعل النادي يشارك في كأس العالم للأندية 2013 بالمغرب ، لكنهم خسروا في الدور نصف النهائي ضد الرجاء الرياضي 1-3 ، و رغم هذا فقد سارع لاعبوا الفريق المغربي إلى ججرات الملابس لإلتقاط صور تذكارية مع معبود طفولتهم .


8 ) رحلة قصيرة في المكسيك


في يوليو 2014 توصل رونالدينيو و فريقه إلى فسخ العقد بالتراضي ، و بما أنه أصبح لاعبا حرا إنهال عليه عرض من فريق هندي يدعى باسينستوك تاون ، عرض رفضه اللاعب و قرر في النهاية التوقيع لنادي كويريتارو المكسيكي لمدة عامين مرتديا القميص رقم 49 في إشارة إلى عام ولادة أمه .


رونالدينيو 49
النجم البرازيلي بالقميص 49


لم يقدم ساحر كرة القدم الشيئ الكثير للنادي ، لكنه صرح في نهاية مشواره في المكسيك أنه يشكر الأمة المكسيكية على الأيام التي عاشها معهم خاصة بعد تصفيق جماهير كلوب أمريكا له مما جعله يغرد باكيا بسبب هذا الحب الكبير الذي أحيط به .


سيكون الشعب المكسيكي في قلبي إلى الأبد ، إنهم أناس مميزون جدا ، لقد جعلتموني فخوارا باللعب في هذا البلد الذي أشعر فيه و كأنني في بيتي


9 ) إعتزال رونالدينيو


في 11 يوليو 2015 عاد رونالدينيو إلى وطنه و أعلن تعاقد مع فريق فلومينينسي لمدة عام و نصف ، لكن لم يمر من العقد سوى شهرين لعب فيهما 9 مباريات فسخ عقده لأنه شعر بالخجل من مستواه المتدهور ، حيث إعتقد أنه لن يقدم الإضافة المرجوة منه ، قرار قوبل بالاحترام من رئيس النادي و وافقوا عليه دون أي مشاكل .


خلال الفترة من 2016 إلى 2018 مارس رونالدينيو كرة القدم داخل الصالات في الهند جنبا إلى جنب مع عدد من أساطير كرة القدم مثل بول سكولز ، ريان جيجز ، كريسبو و ميشيل سالغادو ، و في 16 يناير 2018 أعلن شقيقه و وكيله روبيرتو إعتزال أخاه رسميا بعد عامين لم يوقع فيهما أي عقد إحترافي ، نهاية مسيرة لم ترافقها ضجة مثلما تلك التي تعود عليها في حياته .


10 ) مسيرة رونالدينيو مع المنتخب البرازيلي


من القمة إلى القمة


مثلما أشرنا سابقا فقد لعب رونالدينيو في مختلف الفئات السنية للمنتخب البرازيلي ، و أما أول ظهور له مع الفريق الأول فقد كان يوم 26 يونيو 1999 قبل أيام قليلة من إنطلاق كوبا أمريكا التي فاز السيليساو بها ، لم يفعل روني الشيئ الكثير و إكتفى بتسجيل هدف واحد فقط . لكن بعد إنتهاء البطولة شارك المنتخب البرازيلي في كأس العالم للقارات ، صحيح أنهم خسروا البطولة في النهائي ضد المكسيك 3-4 لكن رونالدينيو توج بجائزة أفضل لاعب في الدورة ، لقد سجل في كل مباراة لعبها بما في ذلك هاتريك أمام المنتخب السعودي ( 2-8 ) .


و مع تألقه مع غريميو ثم إنتقاله إلى باريس سان جيرمان و بروز موهبته في الموسمين القادمين ، وجد رونالدينيو لنفسه مكانا سهلا ضمن قائمة المنتخب المشارك في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية و اليابان ، سيكون وحدة هجومية مرعبة قوية مع الظاهرة رونالدو و ريفالدو .


رونالدينيو الرقم 11
رونالدينيو في كأس العالم 2002


شارك جاوتشو في 5 مباريات و سجل هدفين و قدم 3 تمريرات حاسمة ، و جاءت أبرز مباراة له في المونديال ضد إنجلترا في الدور ربع النهائي ، فمع تأخر البرازيل في النتيجة 0-1 قلب رونالدينيو مجريات اللقاء عندما توغل في دفاعات الأسود الثلاثة و قدم تمريرة على طبق من ذهب لريفالدو صاحب اليسارية التي لا تخطئ ، و في بداية الشوط الثاني سجل الساحر البرازيلي ركلة حرة من على بعد 40 ياردة غالط بها الحارس ديفيد سيمان الذي لم يكن يتوقع أن الكرة ستلعب بتلك الطريقة المخادعة .


لكن حصل ما لم يكن في البال و طرد اللاعب بشكل مثير للجدل بعد عرقلته لأحد اللاعبين الإنجليز ، ليتم إيقافه في مباراة نصف النهائي أمام تركيا التي تخطتها البرازيل بصعوبة 0-1 ، قبل أن يعود للمشاركة في النهائي الكبير ضد ألمانيا أين سجل الظاهرة رونالدو هدفين منح بهما بلاده اللقب الخامس في كأس العالم .


لقب كأس القارات 2005 و خيبة كأس العالم 2006


بعد الفاشل الذريع للبرازيل في كأس القارات 2003 قرر المدرب كارلوس ألبيرتو بيريرا إراحة معظم النجوم البرازيليين في كوبا أمريكا 2004 تحسبا للبطولات القادمة ، و إستطاع بالفعل النجاح في رهانه و الفوز باللقب الذي جعلهم يخوضون غمار بطولة كأس القارات 2005 ، و مع التقصير في الدورتين الفارطتين كان رونالدينيو هو قائد المنتخب و قادهم للتتويج بالكأس ، ليكون بذلك قد حقق ثلاثة ألقاب دولية كبرى .


في كأس العالم 2006 تلقى رونالدينيو العديد من الإنتقادت بسبب أداءه السيئ الذي كان بعيدا عما قدمه طيلة الموسم مع برشلونة ، أفضل لاعب في العالم أنذاك ربما كان ضحية للمركز الذي لعب به ، فقد شارك كصانع ألعاب و ليس على الجانب الأيسر إضافة لواجباته الدفاعية التي حدت من خطورته ، و رغم عودته إلى مركزه المفضل أمام فرنسا في مباراة دور الثمانية إلا أن البرازيل قد ودعت اللقب بالخسارة 1-0 بعد أداء ملفت لزين الدين زيدان .


رونالدينيو زيدان
رغم كونه أفضل لاعب في العالم إلا أن رونالدينيو فشل فشلا ذريعا في مونديال 2006 و لم يقدم الأداء المطلوب منه


هذه الهزيمة القاسية لم تمنع اللاعب من ممارسة عادته المفضلة ، فعاد بعد يوم واحد إلى مدينة برشلونة و أقام حفلة صاخبة مما أدى إلى تفاقم مشاعر البرازيليين الذين إعتقدوا أنهم تعرضوا للخيانة من طرف لاعبهم المفضل الذي لم يبذل مجهودا كبيرا خلال النهائيات و لم يساهم إلا في تمريرة حاسمة واحدة .


رونالدينيو خارج حسابات المدربين


في 24 مارس 2007 أنهى رونالدينيو سلسلة صيامه عن الأهداف مع البرازيل لنحو عامين كاملين و سجل هدفين في الفوز 4-0 على تشيلي ، و بطلب شخصي منه تم إعفاءه من المشاركة في كوبا أمريكا التي فاز بها منتخب السامبا ، و أخير اللاعب ضمن قائمة المنتخب المشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية في بيكين رغم إعتراض فريقه برشلونة أولا بسبب الالتزامات المهمة بدوري أبطال أوروبا ، عدى أنه شارك في النهاية ، بطولة أحرز خلالها السامبا الميدالية البرونزية .


مع إقتراب كأس العالم 2010 و على الرغم من أن رونالدينيو كان ضمن القائمة الأولية للمدرب دونغا إلا أنه قد تم الاستغناء عنه في النهاية رفقة عدد كبير من النجوم الآخرين ، و هذا ما فسره المتابون على أنه بداية الانهيار لجيل أسلوب اللعب البرازيلي الكلاسيكي ، و إنسحب المنتخب من الدور ربع النهائي ضد هولندا 1-2 .


سيعود رو جاوتشو إلى التشكيلة بعد المونديال بأشهر قليلة و يلعب مباراة ودية أمام الأرجنتين في الدوحة ( خسارة 0-1 ) ، ثم شارك في مباراة أخرى عام 2011 ضد غانا و لم يسجل في الفوز 1-0 ، لكنه أحرز مخالفة مباشرة في الإنتصار على المكسيك 2-1 .


رونالدينيو مع البرازيل
جاوتشو في آخر مبارياته مع المنتخب البرازيلي


و إستمر أداءه الجيد و تم إستدعاءه لخوض المباراة رقم 100 بقميص السيليساو بمناسبة الذكرى 150 لتأسيس الإتحاد البرازيلي لكرة القدم ، و كان لديه فرصة تسجيل هدف ضد إنجلترا من ركلة جزاء تصدى لها الحارس جو هات خسروا على إثرها 1-2 .


سجل رونالدينيو آخر هدف له بالقميص الوطني أمام بوليفيا في الفوز 4-0 ، أما آخر مباراة لعبها فكانت بتاريخ 4 يونيو 2013 ضد منتخب تشيلي . و رغم تعيين مدربه السابق فيليبي سكولاري على رأس المنتخب إلا أنه تجاهله خلال كأس القارات 2013 و كأس العالم 2014 التي أراد الساحر المشاركة فيها بسبب أنها لعبت في البرازيل .


مهارات رونالدينيو و أسلوب اللعب


يعتبر رونالدينيو أحد أعظم اللاعبين في جيله و في تاريخ كرة القدم بشكل عام ، الإبداع و السرعة و المهارة هي الخصائص الرئيسية التقنية للساحر البرازيلي ، لديه قدرة كبيرة على اللعب في أماكن هجومية كثيرة ، فعلى الرغم من أن مركزه الأساسي في الجناح الأيسر إلا أننا شاهدناه يلعب كصانع ألعاب كلاسيكي رقم 10 .


تتعدد إستخداماته في الركلات الثابتة ، كان قادرا على ضرب الكرة بقوة و ثنيها من فوق الجدار أو حتى تحته ، و هذا ما جعله أحد أكثر المهاجمين غزارة في المخالفات المباشرة في كل الأوقات ، و قد أثر بشكل كبير على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أكد بنفسه أنه يدين بفضل كبير لأسطورة السامبا في هذه الميزة .


كان المدافعون غير قادرين على توقع ما سيفعله رونالدينيو بالكرة بسبب سرعته و تسارعه و توازته و إستطاعته إبتكار إيماءات جديدة في كل مرة أراد فيها تجاوز أحدهم مما يخلق الإرتباك بين الخصوم و المدربين على حد السواء ، حتى أنه قوي في الإلتحامات البدنية و مواقف الضغط العالي ، و ستنتهي معظم عروضه بتسجيله الأهداف أو صناعتها لزملائه .


رونالدينيو و روبيرتو كارلوس
رونالدينيو يعتذر لمواطنه روبيرتو كارلوس مدافع ريال مدريد بعد أن أرهقه في إحدى مباريات الكلاسيكو


عمليا لا يمكن ايقاف رونالدينيو ، عندما يكون في أفضل حالاته سواء كمهاجم أو صانع ألعاب

سيرجيو راموس


أشاد النقاد برونالدينيو طوال مسيرته المهنية و طالما تم وصفه بالعبقري و الإشادة بموهبته النادرة ، إلا أنه تعرض في كثير من الأحيان للنقد بسبب إفتقاره للإنضباط في التمارين ، إضافة إلى أسلوب حياته المستهتر الذي كان له تأثير على حياته الكروية و جعل فترة تألقه الحادة قصيرة نوعا نظرا لكل الإمكانيات التي إمتلكها .


هذه المقالة حصرية لموقع فوتبولينو

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-