كارلوس فيلا صاحب أروع بداية و أسرع نهاية

كارلوس فيلا صاحب أروع بداية و أسرع نهاية


كارلوس فيلا أرسنال
كارلوس فيلا

يعتبر نادي أرسنال الإنجليزي واحدا من أكثر الفرق التي تعتمد في تشكيلتها الأساسية على اللاعبين الشباب ، منهم من تخرج من الأكاديمية و منهم من لمحتهم أعين كشافيهم الذين يتواجدون في أوروبا و أمريكا الجنوبية لمعاينة المواهب و صقلها ، لكن موهبة اليوم هو المكسيكي كارلوس فيلا الذي إنضم للغانرز عام 2005 قادما من فريق غوادالاخارا المحلي .


و بقدر البدايات و روعتها بقدر ما سينجم عليها فيما بعد من تخبطات و عثرات . بدأ كارلوس فيلا اللعب في أرسنال تحت قيادة أرسين فينجر و كأنه كان من المقدر له الانسجام في هذه الكتيبة ، و طابق أسلوب لعبه الفريق تماما لينال إستحسان الجماهير منذ أول ظهور .


كان فيلا يبلغ من العمر 16 سنة فقط عندما إنضم للفريق اللندني مباشرة بعد أدائه القوي في كأس العالم للناشئين التي لا طالما تألق المكسيكيون فيها ، و مع هذا إنتظر اللاعب نحو ثلاثة مواسم للحصول على فرصته في اللعب ، كل ما في الأمر أن إنجلترا صارمة جدا في منح تراخيص العمل لبعض البلدان ، و لم يكن لدى النجم المكسيكي سوى خياران إما أن ينتظر و إما أن يذهب إلى فريق آخر على سبيل الإعارة ، و بالفعل ذهب إلى إسبانيا و لعب لثلاث فرق هي سيلتا فيغو و سالامانكا و أوساسونا .


سجل كارلوس فيلا أهدافا على كل من ريال بيتيس و أتلتيك بيلباو و ريال مدريد مما ساعد فريقه أوساسونا على البقاء في الدوري الإسباني ، لكن مع بداية موسم 2008/2009 عاد إلى أرسنال و سيكون قادرا على اللعب و إثبات جدارته ، حتى الجماهير طالبت بمنحه فرصة للعب و الحصول على وقته خاصة بعد إصابة المهاجم إدواردو إصابة خطيرة .


بعد خوضه لمبارتين كبديل في دوري أبطال أوروبا إستحسن فيهما أداءه أرسين فينجر قرر الأخير إدراجه ضمن التشكيلة الأساسية في مباراة الدور الثالث من كأس الرابطة الإنجليزية ضد شيفيلد يونايتد . كان الفريق في تلك الليلة يتكون من عناصر شابة للغاية لدرجة أنها أصغر تشكيلة في تاريخ النادي يلعب بها ، و على الرغم من عدم إكماله ل20 سنة إلا أن كارلوس فيلا يعتبر كبيرا نوعا ما مقارنة بالأسماء المراهقة التي إلى جانبه .


هذه المواهب الصغيرة لم تشأ إلا أن تنتصر و تقدم مباراة رائعة تم حسمها منذ الشوط الأول ، سجل الدنماركي نيكلاس بندنتر هدفين قبل أن يسجل فيلا الهدف الثالث بطريقة تنم عن موهبته الفطرية ، لمسة رائعة على طريقة آيرين روبن أو ليونيل ميسي ، حتى الجماهير الحاضرة في ملعب الإمارات إسترجعت بعضا من ذكريات الأيام الخوالي مع سحر تيري هنري .


في الشوط الثاني أرسل الظهير الأيسر كيران جيبس كرة ساقطة إستلمها فيلا و أي إستلام خيالي ، ترويض بالصدر و إنطلاقة ممزوجة بثقة عالية ثم إسقاط من فوق حارس المرمى فهدف رابع لأرسنال لحقه خامس من إمضاء جاك ويلشر قبل أن يكمل نجم المباراة المكسيكي مهرجان الأهداف بهدف سادس قبل النهاية بقليل ، هدف كان خجولا جدا مقارنة بالهدفين الأولين لكنه رائع أيضا من جهة أخرى .

للأسف بعد هذه الثلاثية الشهيرة و بشكل محبط لم تسر الأمور على ما يرام ، كارلوس فيلا لم يقدم ما كان مأمولا منه و هبط مستواه بشكل لم يسمح لأرسين فينجر بالصبر عليه ، و صار متخبطا بين الأندية معارا ، و رغم هذا سيقدم فيما بعد بعضا من سحره في ريال سوسيداد و الدوري الأمريكي رفقة نادي لوس أنجلوس ، لكن كان لتلك الانطلاقة أن تستمر و تقدم لنا لاعبا إستحق مسيرة أكبر .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-