حكايات كأس العالم (17)
البرازيل و هزيمة مريرة إلى الأبد
![]() |
من نهائي كأس العالم 1950 |
رغم أن البرازيل هي صاحبة الرقم القياسي في عدد المرات بالتتويج بكأس العالم ألا أنهم تلقوا بعض الخسائر المدوية في تاريخهم ، و قد يضن البعض أن الخسارة من ألمانيا 2014 بسباعية هي الأصعب لكن عندما إستضافت البطولة عام 1950 كان الأمر أصعب بكثير .
شكل البطولة في تلك النسخة يختلف عما تبدو عليه اليوم و تلعب على شكل دور المجموعات الذين كانوا أربعة أولا ثم أن يلتقي المتصدرون في مجموعة واحدة و يسمى هذا الدور النهائي ، و قبل المباراة الأخيرة كانت تكفي البرازيل نقطة واحدة لتحقيق أول كأس في تاريخهم ، أما فوز الأوروغواي فيعني العكس .
إستضاف ملعب ماراكانا الشهير هذه المباراة و تدفق نحو 200 ألف مشجع برازيلي مليئ بالثقة و هذا أكبر حضور جماهيري في تاريخ كرة القدم فلا يوجد من يوقف منتخبهم القوي ..
إنتهى الشوط الأول سلبيا ، لكن مع بداية الفترة الثانية تقدم منتخب السامبا بهدف اللاعب فرايشا ، و هنا كأن الأمور إنتهت و لم يعتقد أحد أن الأوروغواي يمكنهم تسجيل هدفين في الشوط الثاني .
و بالفعل هذا ما حصل ، تعادل ألبيرتو سيكافينو أولا في الدقيقة 66 ثم عقبه غيغيا بالهدف الثاني قبيل نحو عشر دقائق من نهاية المباراة . عندها صمتت الحشود البرازيلية التي لم تعتقد أبدا أن منتخب بلدهم سيخسر على أرضهم ضد جارهم صاحب اللقب الأول عام 1930 .
رغم فوز البرازيل لاحقا بخمس بطولات للمونديال إلا أن ذكرى نهائي 1950 ضلت مريرة إلى اليوم ، كما سلط عليهم ضغط آخر عند إستضافتهم كأس العالم 2014 و كلكم في الغالب تعرفون ما الذي حصل حينها .
إنفراد مايكل أوين الذي كشف موهبته
هناك نجوم يصلون إلى ذروة عطائهم في كرة القدم ، و مع هذا تتصادف إصابتهم مع كأس العالم و بالتالي لا يتمكنون من الظهور بمستوياتهم الحقيقة عند إنطلاق البطولة ، أحد هؤلاء الذين سنتحدث عنهم هو مايكل أوين أحد أفضل اللاعبين الشباب في 1998 ، ستتجسد هذه الأفضلية عام 2001 عندما يتوج بالكرة الذهبية .
لكن قبلها في مونديال فرنسا 98 ، واجهت إنجلترا في دور الستة عشر منتخب الأرجنتين في أمسية دافئة بمدينة سانت إتيان ، سجل كلا المنتخبان في الدقائق العشرة الأولى من ركلتي جزاء للاعبين باتيستوتا و شيرار ، و في الدقيقة 16 جائت لحظة مايكل أوين عندما تلقى تمريرة ساحرة من ديفيد بيكهام ..
إنطلق النجم الإنجليزي الشاب و تجاوز بسرعة الدفاع الأرجنتيني بقيادة روبيرتو أيالا ، تجاهل زميله بول سكولز و أتت لحظته التي سدد فيها الكرة مباشرة نحو الزاوية العليا في اليسار ، إنه هدف رائع و يعتبر أحد أفضل الإنطلاقات الفردية التي قام بها اللاعبون في تاريخ كأس العالم ، ستخسر إنجلترا فيما بعد بركلات الترجيح 3-4 لكن ستكون تلك بداية مسيرة أوين الذي لولا الإصابات لكان له شأن أكبر في عالم المستديرة .
تعليقات
إرسال تعليق