تقرير فوتبولينو : فان
دايك ليس بيكنباور أو كانافارو
فيرهيل فان دايك ليس بيكنباور أو كانافارو ، إذن لم كل هذه العظمة ؟ هو
مدافع كبير ليس إلا و ترشيحه للكرة الذهبية و The Best و تتويجه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا ليس مبنيا على أي معطيات
و هذه الجوائز التي تنهال عليه من جميع الإتجاهات وليدة الصدفة فقط ، الصدفة التي
جعلت المدافع الهولندي الصلب يبزغ نجمه بين لاعبي العالم و يتخطى المهاجمين و بعض لاعبي الوسط الذين استحوذوا على الجوائز الفردية لسنوات عديدة متتالية .
إنه لشيئ رائع أن تجد مدافعا يتقدم على لاعبين كبار كميسي و رونالدو
فهذا تكريم لخط الدفاع الذي ظل مظلوما لسنوات و لكن ألم يكن من الأفضل أن يقود هذا
التكريم كارلوس بويول أو باولو مالديني مثلا ؟ ألم يكونوا أفضل منه ؟ لماذا الفيفا
و الويفا و مجلة فرانس فوتبول لم يكرموا هؤلاء ؟ حتى فيديتش مدافع مانشستر يونايتد
في الدوري الإنجليزي كان أفضل منه و هذه الأرقام تثبت ذلك
إذن لماذا لم يتلقى الصربي مثل هذه الإشادات و صار طي النسيان في
ذاكرة المشجعين رغم أنه فاز بالدوري الإنجليزي 5 مرات و هو اللقب الذي لم يستطع
فيرهيل معانقته إلى حد الآن ؟
طبعا هذا التقرير ليس في الطعن في فان دايك فهو مدافع قوى بالتأكيد و
أضاف الشيئ الكثير لدفاع ليفربول و لكن نجاح الريدز أتى بعد تألق لكافة عناصر
الفريق بداية من الحارس أليسون بيكر و ترينت أليكسندر آرلوند و روبيرتسون و الثلاثي
الهجومي صلاح و ماني و فيرمينهو و حتى شريكه في الخط الخلفي جويل ماتيب إذن لماذا
ينسب النجاح للهولندي فقط ؟
آخر مدافع استطاع معانقة لقب فردي كبير كان فابيو كانافارو عندما توج بالكرة الذهببة 2006 و هو بدون شك أفضل لاعبي إيطاليا في كأس العالم تلك و قد يكون أداءه في تلك البطولة هو الأعظم لمدافع في التاريخ ، شراسة كبيرة امتلكها مدافع الآتزوري السابق في مواجهة خصومه رغم قامته القصيرة و فان دايك لم يصل إلى ذلك المستوى الذي عليه يكون أفضل لاعب في ليفربول من الأساس .
كثر الكلام في الموسم المنصرم عن أن فان دايك لم يستطع أي لاعب
مراوغته لعدة مباريات متتالية سواءا في انجلترا أو أوروبا مع فريقه أو منتخبه
الوطني و ظن الكثيرون أن هذا الإنجاز كفيل ليجعل مدافع
الطواحين الهولندية يتربع على عرش أفضل اللاعبين في التاريخ
و بالفعل تلك الإحصائيات صحيحة و لكنها ليست كما يظنون فصاحب
ال28 سنة لا يحتك بالمهاجمين كثيرا بل يمتاز بقطع الكرات الأرضية و الهوائية عنهم
أما عند مواجهته لأي لاعب فهو في الغالب لا ينقض عليه مباشرة و يفتك الكرة منه بل
يغلق عليه جميع المنافذ ليضطر الخصم للتمرير إلى زميل آخر ، و يمكن للجميع مشاهدة
مباراة ليفربول و برشلونة لتشاهدوا كيف واجه فان دايك ميسي و تفوق عليه دون مواجهة
100% لأنه ليس من المعقول أن لا يستطيع الأرجتيني مراوغته و لا مرة واحدة
.
أسلوب رائع و عصري رغم أنه ليس المفضل لمالديني أو بويول و غيرهم من أساطير الدفاع لكن حتى
هؤلاء امتلكت فرقهم لاعبين كان لهم الأثر الأكبر في النجاح الذي حققوه مثلهم مثل
فان دايك ، أما المدافعان الذان توجا بالكرة الذهبية في السابق فهم الأفضل و الأكثر
تأثيرا في المجموعة و هما فرانتز بيكنباور و فابيو كانافارو و نكرر فيرهيل فان دايك لم يصل بعد
إلى هذا المستوى .
تعليقات
إرسال تعليق